يمثل المحتوي العلمي لبرامج محو الأمية السياق التعليمي الموجه للمعلم للوصول بالدارسين إلى نور المعرفة, والاستثمار الأمثل لهذا السياق يعمل على إنجاح جهود محو الأمية وحماية الدارس من الارتداد للأمية مرةً أخرى. وتمثل عملية التقويم خطوةً مهمةً في أي عملية تعليمية موجهة وهادفة. ومن هنا كانت عملية تقويم المحتوى العلمي لبرامج محو الأمية محورًا أساسيًا في تخطيط وتطوير وتنفيذ برامج محو الأمية في الوقت الحالي.
وتتضمن هذه المحاضرة عدة دروس تمكنك من التعرف على مفهوم عملية التقويم وخصائصها, وأهميتها في مجال محو الأمية. وتشتمل المحاضرة الموضوعات الآتية:
مفهوم التقويم وأهم خصائصه وأهميته -
أهم أهداف برامج محو الأمية -
تحليل محتوى المادة المكتوبة: مفهومه, وخطواته -
محتوى البرامج الحالية لمحو الأمية في مصر -
ورشة عمل لتقويم المحتوى العلمي لبرامج محو الأمية في مصر -
والمطلوب منك:
- متابعة معلمك في فهم واستعراض كل من هذه الموضوعات.
- الرجوع إلى المراجع المساعدة إذا تطلب الأمر.
- الإجابة عن أسئلة التقويم للتأكد من إتقان كل موضوع على حدة.
الموضوع الاول : مفهوم التقويم :أهميته وأهم مجالاته
أولاً- الأهداف العامة:
يتوقع من الطالب المعلم بعد عرض الموضوع أن:
يذكر مفهوم التقويم التربوي لغةً واصطلاحًا, وأهميته وأدواته في مجال محو الأمية -
يحدد جوانب أهمية التقويم بالنسبة لكل من الدرس والمعلم وأولياء أمور الدارسين -
يشرح مجالات التقويم التربوي في ميدان محو الأمية -
ثانيًا- المحتوى العلمي للمهارة:
1. مفهوم التقويم وأهميته لبرامج محو الأمية:
التقويم في اللغة من قوم, أي: حدد قيمة الشيء, وصحح الخطأ. وقيم, أي: بين قيمة الشيء. والتقويم اصطلاحًا هو الإجراءات التي يتم بواسطتها جمع بيانات عن فرد أو مؤسسة أو محتوى بأسلوب علمي للتأكد من تحقيق الأهداف المحددة سلفًا بغرض اتخاذ قرارات معينة. وفي ضوء معايير محددة. والتقويم هو تحديد مدى التوافق بين الأداء والأهداف, أو بين النواتج الواقعية للتعليم والنواتج المتوقعة منه .
والتقويم جزء مهم في تصميم برامج محو الأمية, ولا ينبغي النظر إليه على أنه اختبار الدارسين الكبار, وقياس إنجازهم, بل على أنه عملية شاملة متكاملة للحكم على مدى فعالية البرنامج جملةً . إذ يلزم أن يتم التقويم عند قبول الدارسين وخلال العمل التعليمي وفي نهايته, وللمؤسسة أو الموقف التعليمي, وللمعلم والمنهج ولكافة مكونات بيئة التعلم الداخلية والخارجية.
ويحتل التقويم مكانةً خاصةً للدارسين في محو الأمية من خلال:
تحديد مستوى الدارسين قبل البدء في البرنامج -
2. قياس تحصيل الدارسين في المهارات اللغوية والحسابية وتحديد مواطن القوة والضعف لديهم, لإمكان تقديم العلاج المناسب والوصول إلى الأهداف المرجوة.
حفز الدارسين على مواصلة العمل في ضوء قياس دقيق لمستوى كل منهم -
المساعدة في إصدار القرار نحو إتمام تحقيق الأهداف المرجوة -
كما يقدم التقويم لمعلمي محو الأمية خدمة تربوية وتعليمية تتمثل في:
تحديد مستوى الدارسين وما تم تحقيقه من تعلم -
إعادة صياغة الأهداف التعليمية التي تمت صياغتها للموقف التعليمي -
تحديد الطرق المناسبة للتدريس واختيار الوسائل التعليمية المناسبة لكل دارس -
مقارنة نتائج التعلم بين الدارسين أو بين مجموعات الدارسين -
إصدار القرار حول مدى ملاءمة البيئة التعليمية المتاحة بكافة جوانبها -
ويفيد الآباء من عملية التقويم التربوي من خلال:
معرفة درجة التقدم العلمي للأبناء -
التعرف على نقاط القوة والضعف لدى الأبناء لاتخاذ ما يلزم لمساعدة المعلم في فصول محو الأمية -
كما يفيد المسئولون من نتائج التقويم من خلال:
معرفة مدى فاعلية برامج محو الأمية في تحقيق الأهداف المنشودة
تشخيص جوانب القوة والضعف في المنهج الدراسي, وفي أداء المعلم واقتراح ما يلزم للنموالمهني للمعلمين
مقارنة نتائج فصول محو الأمية للتعرف على مدى جودة كل منها, والأسباب المرتبطة بها
تطور منظومة محو الأمية, وتطوير المناهج المقررة, وتحسين البيئة التعليمية
والتقويم على ذلك عملية تستخدم معلومات عن جوانب المنهج, أو سلوك التلميذ, أو سلوك المعلم, أو الأهداف التعليمية لاتخاذ القرارات والاختيار بين عدة بدائل تتخذ. وقد يعتمد التقويم على اختبارات أو أدوات قياس أخرى مثل الملاحظة وقوائم التقدير .
مجالات التقويم في برامج محو الأمية :
يشمل التقويم في مجالات محو الأمية جوانب عدة منها:
1. تقويم الأهداف:
فعملية محو الأمية لها أهدافها التي تتمثل في إعداد وتعليم الأميين المستهدفين خلال شريحة معينة من العمر. ولا شك أن تقويم أهداف البرنامج يتيح معرفة ما تم إنجازه وما يلزم عمله. كما يمكن أن تتحدد الأهداف الكيفية لمحو الأمية, وتأتي عملية التقويم لدراسة ما اكتسبه الدارس من معلومات ومهارات واتجاهات وتقويم هذا الجانب الكيفي بما يتيح فرص تطوير المحتوى العلمي وتعديل طرق التدريس والأنشطة المستخدمة.
2. تقويم المحتوى العلمي وطرق التدريس: من خلال:
- التقويم البنائي: ويستهدف مراجعة وتعديل المناهج وطرق تدريسها ومدى تحقيقها.
- التقويم الختامي: ويستهدف تقويم الدارسين في ختام العملية الدراسية من خلال ما اكتسبوه من معارف ومهارات واتجاهات.
3. تقويم المواد التعليمية والوسائل المعينة:
- التقويم المبدئي: معرفة المواد التعليمية والوسائل المعينة شكلاً ومضمونًا, كمًا وكيفًا.
- التقويم البنائي: يتم تسجيل الملاحظات حول المواد والوسائل المعينة شكلاً ومضمونًا, كمًا وكيفًا.
- التقويم البنائي: تسجيل الملاحظات حول المواد والوسائل لتعديلها بما يؤكد حسن اختيارها وتقدير صلاحيتها.
- التقويم النهائي: اكتشاف مدى فاعلية استخدام المواد والوسائل للاستفادة من ملاحظات الدارسين والمعلمين والمشرفين.
4. تقويم المعلم من حيث:
أ.خصائصه الثقافية والمهنية والشخصية.
ب.الأداء وتشخيص سلوكه التدريس باستخدام أدوات مقننة تسمى بطاقات الملاحظة.
5- تقويم الدارسين: وهو يتم بمعرفة التغيرات التي طرأت على الدارسين في صورة معارف ومهارات واتجاهات خلال برنامج محو الأمية, وتستخدم في تقويم ناتج تعلمهم الاختبارات, وبطاقات الملاحظة, والاستبيانات .
معايير التقويم : هناك اتجاهان في تحديد معايير التقويم هما:
1. المعيار السيكومتري: وهو معيار جماعي المرجع, يحكم على تحصيل الدارس من خلال مقارنة تحصيله بتحصيل زملائه. ومن أمثلة ذلك الأداء على اختبار معياري المرجع.
2. المعيار الأديومتري: وهو معيار فردي أو محكي المرجع, إذ يتم الحكم على درجة تحصيل الدارسى في ضوء مستواه في الماضي أو في ضوء محكات موضوعية, وفي ضوء الأهداف المراد تحقيقها. ويقاس المستوى هنا باختبارات تسمى الاختبارات المحكية المرجع.
ويضيف البعض المعايير التالية لعملية التقويم:
المنفعة: ويقصد بها ضمان تزويد القائمين على برامج محو الأمية بالمعلومات المطلوبة -
صلاحية التطبيق: ويقصد بها أن يكون التقويم واقعيًا واقتصاديًا وصادقًا في القياس -
مراعيًا للآداب والأخلاق؛ حيث يحترم الدارسين, ويراعي شأنهم الاجتماعي الدقة وتشمل: التركيز على الأهداف ذاتها, وشمول أوجه التعليم, ومتابعة النتائج
خصائص التقويم الجيد:
المهم في تقويم الدارس هو أن يكون التقويم مفيدًا أو هادفًا وله مردوده التعليمي. وقد أوجزت خصائص التقويم الجيد فيما يلي:
1. أنه نشاط إنساني يهدف زيادة نمو الدارس أو تحصيله في المحتوى العلمي, وليس مجرد إصدار أحكام.
2.عدم الاقتصار على مكان للتقويم, فيمكن أن يتم في الفصل, أو المنزل, أو الشارع.
3.أن يشارك في تصميم موقف التقويم المعلم مع الدارسين.
4.أن تقوم عملية التقويم على الاستخدام الجيد لعنصر الثواب أو المكافأة دون إفراط.
5.ضرورة أن يرتبط التقويم بالأهداف المنشودة للتعلم, وأن يكون شاملاً لكافة جوانب وأوجه التعلم.
6.مساعدة الدارس على مواجهة مشكلاته ومشكلات مجتمعه بطريقة علمية منظمة.
7.رفع معدلات طموح الدارسين والرغبة في التحسن والتغير للأفضل.
8.مساعدة الدارس على إدراك حقوقه وواجباته كمواطن صالح وفعال في المجتمع, يتميز بالإيجابية وقوة التأثير.
ويمكن صياغة هذه الأهداف في ثلاثة أهداف رئيسة, هي الأهداف التعويضية التي تتمثل في تعويض من فاتتهم فرصة التعليم النظامي ومساعدتهم على متابعة الدراسة, والأهداف الثقافية والتي تتمثل في تمكين الأميين من استكمال المعارف والمهارات إلى مستوى التمهن من إحدى المهن, والوظيفة التطويرية والتي تتمثل في إعدادهم لقيادة الجماعة المهنية أو الاجتماعية لتطوير المجتمع من خلال إعداد الكوادر البشرية المدربة .
ثالثًا- التقويم: أجب عن الأسئلة الآتية:
ما الفرق بين التقويم والتقييم؟
التقويم التربوي عملية إنسانية تعتمد على البشر وضرورية للبشر, ناقش
اشرح المقصود بتقويم المحتوى العلمي, ثمَّ تناول بالشرح اثنين من مجالات التقويم في برامج محو الأمية
الموضوع الثاني : الأهداف الحالية والمستقبلية للتقويم في برامج محو الأمية
أولاً- الأهداف:
يتوقع من الطالب المعلم بعد عرض الموضوع أن:
يذكر معايير صياغة أهداف برامج محو الأمية
يوضح أهداف برامج محو الأمية في مصر حاليًا
يوضح أهداف عملية التقويم في برامج محو الأمية
يذكر بعض الأهداف المستقبلية لبرامج محو الأمية في مصر -
ثانيًا- المحتوى العلمي للمهارة:
أهم أهداف برامج محو الأمية:
يجب أن تصاغ أهداف برامج محو الأمية بحيث تحدد التغيرات السلوكية المرغوب إحداثها عند الدارسين, وتتضمن هذه التغيرات المحتوى المعرفي المراد تقديمه والتي يراعى فيها مدى ملاءمتها لاستعداد الدارسين وقدراتهم. وتتحدد أهداف برامج محو الأمية في ضوء عدة معايير (يحيى هندام وآخرون, 1978, ص 122), هي:
أ.المعرفة الكافية لسيكولوجية الدارسين وطرق تعلمهم.
ب.تحديد خلفيات الدارسين الثقافية والمهنية.
ج.التغيرات المجتمعية المعاصرة.
د.الأيديولوجية الاجتماعية.
ه.آراء الخبراء في صياغة المادة الدراسية وطرق تدريسها.
و.بيان مدى صلاحية المحتوى لتحقيق الأهداف.
ز.تزويد التربويين بمعلومات كافية عن المحتوى لاتخاذ قرارات تتعلق بمراجعته وتطويره.
وعلى ذلك فإن تقويم برامج محو الأمية يجب ألا يتجاهل تقويم أهداف هذه البرامج, ومدى ملاءمة هذه الأهداف, ودقة صياغتها وصحة توجهها, ومن أبرز أهداف محو الأمية ما يلى
1. إكساب الدارس الحد الأدنى الضروري من المعلومات والحقائق في اللغة العربية, قراءةً وكتابةً وتحدثًا واستماعًا وفهمًا.
إكساب الدارس الحد الأدنى الضروري من مبادئ الحساب والعد وإنجاز العمليات الحسابية -
إكساب الدارس معلومات دينية تحميه من الشعوذة والتفكير الشعبي -
إكساب الدارس قدرًا من الثقافة العامة حول التربية القومية والاجتماعية -
مساعدة الدارس على استغلال وقت الفراغ بشكل فعال ومفيد ومنتج في إحدى المهن اللازمة في بيئته
أهداف تقويم برامج محو الأمية:
الهدف الرئيس من تقويم برامج محو الأمية هو تحديد مدى نجاحها في ضوء المعايير الموضوعة, ويمكن تحديد أهم أهداف تقويم برامج محو الأمية فيما يلي:
بالنسبة للدارسين
- حفز الدارسين على بذل المزيد من الجهد واستكمال المشوار.
- تحديد نواحي القوة والضعف لدى الدارسين واكتشاف قدراتهم.
بالنسبة للمعلم
- تشخيص نواحي القوة والضعف في أنشطة التعليم وطرق التدريس, وعلاج جوانب القصور.
- تحديد مستوى الدارسين وجوانب القوة والضعف في تحصيل المحتوى العلمي.
- تصنيف الدارسين إلى مجموعات حسب مستوياتهم واستعداداتهم على التعلم.
بالنسبة للمؤسسة التعليمية
- تقدير مستوى الجودة التعليمية للبرنامج, ومدى فاعليته في تحقيق أهدافه.
- تقدير مدى كفاية الإمكانات المادية والبشرية المتاحة لتحقيق الأهداف.
- تصنيف الدارسين إلى مجموعات وفصول دراسية حسب مستوياتهم العلمية, واستعدادتهم للتعلم.
- توفير المعلومات اللازمة لتطوير برامج محو الأمية في المستقبل.
أهداف مستقبلية لمحتوى برامج محو الأمية في مصر:
يزداد الاهتمام في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى بتطوير برامج محو الأمية من حيث المحتوى والطرق التدريسية والأنشطة التعليمية, وذلك بعد أن أخذ التعليم لمحو الأمية يأخذ طريقه كمجال تربوي وعلم من العلوم الاجتماعية.
وقد برزت أهمية تطوير برامج محو الأمية لاستكمال الدور المتزايد لعملية التعليم لمحو الأمية, ولدعم مسيرته في إطار التوجهات الإنسانية والتنموية لبرامج محو الأمية, وذلك مع تزايد التغير الثقافي والاقتصادي والسياسي من أجل تمكين الإنسان المعاصر من تملك المهارات التكنولوجية والعلمية للاندماج في حركة التغير وترشيد سيرها, وفيما يلي أهم التغيرات التي تشكل تحديات مستقبلية أو ضرورات لتطوير محتوى برامج محو الأمية:
أ. تعميق التوجه نحو الديمقراطية:
تعيش مصر حاليًا عصر ثورة الديمقراطية التي تعتبر وليدة تغيرات سياسية وثقافية عديدة محلية وعالمية, في مقدمتها تيار العولمة الذي يمارس تأثيره عبر آليات إعلامية واقتصادية وثقافية على الفرد والجماعة والدولة؛ مما غير أسلوب الحياة ليحل نوع من أنواع التوجه الفكري والسياسي في مواجهة النظم والآراء الديكتاتورية والتسلطية في المنزل والشارع والمدرسة, وكافة المؤسسات في المجتمع المدني.
وتفرض ثورة الديمقراطية ضغوطها على برامج محو الأمية لتوجيهها نحو الاهتمام باحتياجات الدارسين ورغباتهم وخلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية كما يوجهها نحو مشاركة أوسع في إدارة برامج محو الأمية, وزيادة أطراف المشاركة المجتمعية من المنتفعين بها من أولياء الأمور والدارسين والمؤسسات الأهلية والشعبية وبقية المواقع الخدمية والإنتاجية. كما توجه ثورة الديمقراطية والتغيرات السياسية المعاصرة برامج محو الأمية نحو تحقيق مستوى أعلى من تكافؤ الفرص التعليمية واللامركزية التعليمية وجهات اتخاذ القرار.
ب. التوافق مع العولمة:
في ظل العولمة يضعف الانتماء الاجتماعي لدى أفراد المجتمع نحو الدولة ونحو الأسرة بسبب زيادة فترة التعرض لآليات العولمة, ومنها الشبكات العنكبوتية والأطباق الفضائية, ويترتب على ذلك ضعف علاقة الفرد بأهله وبيئته الصغيرة, وتشيع روح الاستخفاف بتاريخ الأجداد وتراثهم , وهذا لا يعني أن الخير كله في ارتباط الفرد بأهله وعروبته وكفى, أو أن الشر كله في أن يعيش كما يعيش أقرانه في العالم, ولكن الأمر يتطلب صيغة تربوية تحقق الانسجام بين مستحدثات العولمة وتكنولوجيا العصر وواقع المجتمع من خلال برامج محو الأمية. ومن مقتضيات عملية الانسجام تقوية الثقافة الوطنية والقيمية لدى الدارسين في فصول محو الأمية, وتعميق تأثرهم بقيمهم وتقاليد مجتمعهم ودينهم ولغتهم, وفهم تاريخ أجدادهم؛ بغية تعميق جذور الدارس لمواجهة الآثار السلبية للعولمة ومستحدثاتها التكنولوجية والاقتصادية والثقافية والسياسية.
ج. مواجهة التحولات الاقتصادية:
تعيش الأسرة اليوم تحولات اقتصادية كثيرة, من أبرزها زيادة ساعات العمل للوالدين, وزيادة محاولات البحث عن فرص العمل للأبناء والآباء لتغطية الأعباء المعيشية, كما تعيش مجتمعات اليوم معتمدةً على الاستيراد, وتفضيل فرص الترفيه والاستهلاك على فرص العمل والإنتاج؛ حيث يكثر أن يلحظ ازدحام المقاهي العامة ومقاهي الإنترنت, وعدم الإقبال على المكتبات العامة وباعة الصحف.
ويعد انتشار البطالة وانتشار الأخذ بسياسة الخصخصة لأغلب الخدمات الإنتاجية والاجتماعية من أبرز ما يواجه الأسرة المصرية من تحولات اقتصادية في الوقت الحالي الذي تتجه فيه أغلب المؤسسات الإنتاجية نحو إحلال الآلة بدلاً من الفرد في العمل.
ويترتب على هذه التحولات تأثيرات بارزة على منظومة العمل في فصول محو الأمية, الأمر الذي يجعل من الضروري تطوير محتوى برامج محو الأمية؛ لتلافي تأثيرات هذه التحولات لدى الدارس, ومساعدة الدارس على امتلاك الفكر المعتدل, والرضا بما بين يديه, والسعي وراء السلعة لتلبية الحاجة ومواجهة الاستهلاك الترفي المبالغ فيه, وقلة التعرض للأجهزة للإلكترونية بدون أهداف جادة, بعيدًا عن التسلية أو الترفيه, ومحاولة تجديد الثقافة الوطنية في برامج محو الأمية لتصبح ثقافة إنتاجية, وليست ثقافة تسلية أو سمسرة.
د. تعديل الأدوار الجنسوية والاجتماعية:
تواجه الأسرة المصرية خطر الترويج للإباحية عبر وسائل الإعلام المرئي والإلكتروني, إباحية فكرية, وإباحية جنسية, وخطر نشر فكر الجنس المأمون, وجعله من حقوق الإنسان, والحيلولة دون الزواج المبكر (محمد عمارة, 1999, ص 25). ومن تداعيات هذا الترويج تعديل الأدوار الجنسوية, وتشويه أدوار البنين وأدوار البنات, وخلط أدوار الوالدية داخل الأسرة أمام دعاوى تأخذ الشكل الدفاعي مثل: تمكين المرأة, ودمج المرأة, مما قد يترتب عليه تشوه البناء الاجتماعي للأسرة, هذا بخلاف الصراع الأسري الناجم عن تشوه الأدوار.
كل هذه التحولات الاجتماعية تتطلب من محتوى برامج محو الأمية أن تتوجه نحو التطوير في سياقيها المكتوب, وفي جوانبها الخفية متمثلةً في طرق التدريس والأنشطة التعليمية وأساليب التقويم, وغير ذلك لتعديل الأدوار الاجتماعية, وتوجيه المنظومة الاجتماعية نحو السلام الاجتماعي.
ه . مواجهة النمو السكاني المتسارع:
وهو من أكثر التحديات المجتمعية المعاصرة في مصر حضورًا وتأثيرًا؛ لما لـه من تأثيرات اقتصادية واجتماعية على الفرد والمجتمع, ومن أبرز تأثيراته انخفاض مستوى الطموح, وانخفاض المستوى الاقتصادي والفقر, وما يترتب على هذا من أمراض اجتماعية وثقافية (ضياء الدين زاهر, 1993, 52).
ويمكن الإفادة من محتوى برامج محو الأمية في مواجهة مشكلة النمو السكاني المتسارع بالإشارة إلى حجم هذه المشكلة وأخطارها, ودور المواطن تجاهها, ومن خلال تنشيط الوعي الوطني والبيئي للدارس.
ثالثًا- التقويم:
أجب عن الأسئلة الآتية:
ما أهم أهداف برامج محو الأمية؟
ما أهمية صناعة الأهداف التربوية؟ اذكر بعض أهداف برامج محو الأمية؟
ناقش باختصار أهداف عملية التقويم التربوي في برامج محو الأمية؟
ما أهم التحديات المعاصرة لعملية محو الأمية؟
ما أهم الأهداف المستقبلية لبرامج محو الأمية في مصر؟
الموضوع الثالث :تحليل محتوى المادة المكتوبة: مفهومه – خطواته.
أولاً- الأهداف الخاصة: يتوقع من الطالب المعلم بعد عرض الموضوع أن:
يميز مفهوم تحليل محتوى الرسالة المكتوبة بسرعة ودقة
يذكر أهم أوجه التعلم اللازم إكسابها للدارسين في أية رسالة مكتوبة
يحدد أوجه التعليم اللازم إكسابها في فصول محو الأمية
يذكر خطوات تحليل محتوى المادة المكتوبة
ثانيًا- المحتوى العلمي للمهارة:
- تحليل المحتوى في المادة المكتوبة: مفهومه - خطواته
يعتبر الكتاب المقرر أحد وسائل الاتصال, ويكون واضع المنهج هو المرسل, ويكون محتوى المقرر هو الرسالة, وأما المستقبل فهو الدارس, ويعتمد تحليل المحتوى على دراسة المادة المكتوبة أو السمعية أو المرئية لمعرفة أفكار المرسل. وفي تحليل المحتوى لا بد من معرفة:
- من المتكلم؟ (المؤلف).
- ماذا يقول؟ (الأفكار- الحقائق- المفاهيم).
- بأي وسيلة؟ (أسلوب العرض).
- من المستقبل؟ (الدارس).
وعلى ذلك فإن مفهوم تحليل المحتوى هو:
-أسلوب منظم لتحليل مضمون الرسالة المكتوبة, وتحليل السلوك الظاهر بين مجموعة مختارة من الأفراد القائمين بالاتصال.
-طريقة لدراسة المحتوى بشكل منظم وموضوعي للحكم على محتوياته.
- أسلوب لتحليل الخصائص اللغوية أو الدلالية للرموز الاتصالية المتضمنة.
- تحديد تكرارات ظهور خصائص معينة متميزة بشكل علمي يرتبط بفروض معينة.
وأيًا كان تعريف تحليل المحتوى كأسلوب للدراسة أو منهج للبحث أو أداة للوصول إلى بيانات, إلا أنه يمكننا من وصف المحتوى, والتعرف على مكوناته؛ بغية التوصل إلى حكم موضوعي في ضوء معيار موضوعي, وبالتالي فإن التحليل يكون خطوةً يتطلب أن تليها خطوة أخرى منها الحكم على المحتوى وتقويمه بشكل منظم بأسلوب كمي موضوعي.
كيفية تحليل المحتوى:
لكي يتم تحليل المحتوى للمادة العلمية لا بد من توضيح ماهية أوجه التعلم, والصورة العامة لأوجه التعليم. إن أي نص لا بد وأن يتضمن:
أ.من الناحية الفكرية: معارف- مفاهيم- تعميمات- أساليب تفكير.
ب.من الناحية الحركية: المهارات الحركية- المهارات الاجتماعية- المهارات العقلية.
ج.من الناحية الانفعالية: الاتجاهات – الميول.
وتتوفر أوجه التعلم هذه في كل نص حسب طبيعته, ففي اللغة العربية نجد أهدافًا لغويةً وقوميةً ودينيةً وثقافيةً, ويكاد يكون الهدف الأعم لتدريس اللغة العربية والحساب في فصول محو الأمية إكساب الدارسين مهارات القراءة والكتابة والتحدث والتعامل اليومي الصحيح بما يتضمن ذلك من فهم واستخدام صحيح.
أوجه التعلم:
1. الحقائق أو المعارف: هي اللبنة الأولى التي يقوم عليها العلم, وهي التي تكون أي قاعدة أو مفهوم, ويمكن إكساب الحقائق بالتجريب والملاحظة.
2. المفاهيم: هي تجريد العناصر المشتركة بين عدة حقائق, ومن أمثلة المفاهيم اللغوية: الفاعل- المبتدأ – الخبر, ويمكن إكساب المفاهيم بالاستقراء والقياس؛ حيث يتم عرض مجموعة حقائق, ويوجه الدارس للتوصل إلى العناصر المشتركة بينها, والتوصل إلى المفهوم بالاستقراء. أما عند إكساب المفاهيم بالقياس فإن المعلم يعرض المفهوم ثمَّ يساعد الدارس للتوصل إلى أهم الحقائق المكونة لـه .
3. القواعد والمبادئ: المبدأ عبارة لفظية توضح العلاقة العامة, مثل: المبتدأ يرفع, والخبر يرفع.
4. المهارات: وهي تعني السهولة والدقة في الأداء, ويحتاج إكساب المهارات في تدريس اللغة العربية والحساب إلى التدريب الكافي.
5. الاتجاهات: وهي ما يصف استجابات الفرد المتعددة إزاء موضوع معين, ومنها ما هو إيجابي, ومنها ما هو سلبي.
خطوات تحليل المحتوى:
لتحليل محتوى مادة علمية مكتوبة, نجري الخطوات الآتية:
تحديد النص المكتوب بدقة
تحديد أوجه التعلم المراد تتبعها, أو ما نسميه بوحدات التحليل
تصميم مقياس التحليل أو أداة تفريغ النتائج. وهي تتضمن كيفية تفريغ النتائج بصيغة كيفية أو كمية
القيام بعملية التحليل
عرض نتائج التحليل على باحث آخر للقيام بالتحليل
مقارنة نتائج التحليل للتأكد من ثبات نتائج التحليل
تفسير النتائج وتحليلها
ثالثًا- التقويم: أجب عن الأسئلة الآتية:
اشرح المقصود بتحليل المحتوى؟ وما الفرق بين التقويم وتحليل المحتوى؟
اذكر ثلاثة من أوجه التعلم في فصول محو الأمية؟
اكتب خطوات تحليل محتوى المادة المكتوبة
الموضوع الرابع :محتوى البرامج الحالية لمحو الأمية
أولاً- الأهداف الخاصة:
يتوقع من الطالب المعلم بعد عرض الموضوع أن:
يذكر أهداف تدريس اللغة العربية والحساب في فصول محو الأمية
يذكر أهداف الثقافة الدينية والمهنية في فصول محو الأمية
يحدد بعض جوانب تحليل المحتوى العلمي لبرامج محو الأمية
يوضح بعض طرق تدريس القراءة والفهم
يصدر حكمًا حول إخراج الكتاب المقرر وطريقة عرضه
ثانيًا: المحتوى العلمي للمهارة:
محتوى البرامج الحالية لمحو الأمية في مصر:
تختلف صياغة برامج محو الأمية حسب النظرية أو الأهداف التي تقدم تحقيقها. وقد درجت فصول محو الأمية على الاهتمام بتقديم مبادئ القراءة والكتابة والحساب للدارسين, والاعتماد على التسميع في قياس التحصيل. ولقد أثبتت الدراسات الحديثة أن تجاهل الاتجاهات النفسية للدارس وطرق تفكيره لا يحقق أهداف التعلم الحديث في إعداد المواطن المستنير, وإن ذلك أساسًا للوصول لبناء المنهج التقليدي لبرامج محو الأمية, وهذا الأساس لا يتفق مع التصور السليم لشخصية الدارس التي يراد لها النماء المستمر والتكامل بين الجوانب الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية. والنمو المتكامل للدارس يستلزم أن يكتسب المهارات المتنوعة التي تتطلبها حياته.
والمفهوم الحديث لمنهج محو الأمية يقوم على عدة أسس منها
1. الوظيفية:
ويقصد بها ارتباط المنهج بمستوى وظيفي, أي أن يصل الدارس من خلال المنهج إلى مستوى من التعلم يمكن من الانتفاع بالمهارات التي يكتسبها, ويوظفها في حياته ليكون مواطنًا واعيًا مستنيرًا, ومؤهلاً للمشاركة الإيجابية في بناء مجتمعه. ويتطلب تحقيق هذا المستوى أن تتنوع موضوعات الدراسة, وأن تكون منبثقة من حياة الدارسين واهتماماتهم. وعلى ذلك فإن المعلومات في المنهج الذي يحقق هذا المستوى ليست غايةً في حد ذاتها, ولكنها وسيلة لتكوين الشخصية المتكاملة للدارس, وفتح الطريق أمامه لاستمرار التعلم.
والمنهج الذي يرتبط بالوظيفة لمحو الأمية نجده يشتمل على مواد دراسية متكاملة, مثل: القراءة والكتابة- الحساب- الثقافة الدينية- الثقافة العامة- التدبير المنزلي. وينبثق هذا المنهج من حياة الدارسين واهتماماتهم, ويرتبط بمشكلاتهم وبالتطورات الحديثة في مجتمعهم من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والقومية. وغاية ما يتميز به من محتوى برامج محو الأمية هنا أنها تعتمد على مدى استخدامها والإفادة منها في المواقف الحياتية.
وينظر البعض للوظيفية في برامج محو الأمية على أنها ترمي لمحو الأمية الوظيفي, أي محو الأمية الاقتصادية والاجتماعية, ومساعدة الدارس على زيادة إنتاجه بالتدريب في ميدان عمله, وإكسابه مهارات القراءة والكتابة والحساب بجانب التدريب المهني. واعتمادًا على هذا المفهوم فإن برامج محو الأمية الوظيفي تكون متخصصة, حيث نجد برامج محو أمية الزارع, وبرامج محو أمية عمال الكهرباء, وبرامج محو أمية عمال النقل إلى غير ذلك.
2. السلوكية:
ويقصد بها ارتباط المنهج بمجموعة التغيرات السلوكية التي يستهدف المنهج إحداثها لدى الدارس, والجديد هنا التركيز على الدارس وليس المعلم أو البرامج. ويمكن التعبير عن هذه التغيرات في صورة خبرات تربوية ومهنية متنوعة تتبناها البرامج لمساعدة الدارسين على نمو شخصياتهم بما يتسق مع أهداف المجتمع.
ويتوقف بناء برامج محو الأمية السلوكية أو القائمة على منهج الخبرة على أهم الأهداف التي يضعها المجتمع, كما يتوقف على حاجات ودوافع الدارسين واهتماماتهم ومشكلاتهم. على أن هؤلاء الدارسين مجموعةً غير متجانسةً, إذ يجب أن يفطن المنهج إلى أهم الفروق العقلية والنفسية والعمرية والمهنية بينهم. ومن هنا تزداد أهمية عملية التقويم لبرامج محو الأمية؛ للتأكد من ملاءمة البرنامج المستخدم لتحقيق الأهداف المرجوة.
تنظيم محتوى برامج محو الأمية في مصر:
يعتمد عرض محتوى برامج محو الأمية على مجموعة من المبادئ العامة التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند القيام بعملية تقويم هذا المحتوى, ومن أهم هذه المبادئ:
1. الشمول: للمعارف والمهارات والخبرات والاتجاهات المتصلة بمحو أمية الدارس وقدراته.
2. التكامل بين جوانب أوجه التعلم, وعدم الاقتصار على بعض منها دون الآخر.
3. مراعاة حاجات الدارسين ورغباتهم.
4. الاعتماد على المشكلات الحياتية والقضايا البيئية للدارسين لتكون محورًا للتعلم.
وباستطلاع المحتوى العلمي لسلسلة (أتعلم أتنور) نجد ثلاثة كتب:
1. يشتمل الأول على المهارات الأساسية في القراءة والكتابة, ويعرض موضوعات: حقوق الإنسان- المساواة بين الرجل والمرأة في العمل- قضايا بيئية وصحية. ويذكر أن هذا الكتاب اشتمل على مستويات معرفية متعددة هي التعرف والتحليل والعمليات الحسابية بما يتيح للدارسين التعامل مع الأعداد الكبيرة.
2. يشتمل الكتاب الثاني على موضوعات تحث على المشاركة الإيجابية في العمل وزيادة الإنتاج, وعودة المهاجرين إلى أوطانهم.
3. يشتمل الكتاب الثالث على إتاحة الفرصة للدارس للانطلاق في التعامل مع المهارات الحياتية, وتسيير الشئون اليومية والحياتية الخاصة به.
محتوى برامج محو الأمية في مصر:
يقوم منهج محو الأمية في مصر على أسس وظيفية من ناحية, كما أنه يعتمد على منهج الخبرة أيضًا. وفيما يلي موجز لمحتوى المواد الدراسية والخبرات التعليمية التي يتضمنها:
1. اللغة العربية: القراءة والكتابة:
يستهدف برنامج محو الأمية إكساب الدارس المهارات الأساسية في القراءة والكتابة بما يمكنه من قراءة الصحف اليومية والمجلات والكتب, حتى لا يرتد للأمية, وبما يمكنه من التعبير عن أفكاره بنفسه, ويعتمد برنامج القراءة على سرد الحكايات والقصص والخطب والحوار للتشجيع على القراءة والاستمتاع بها. ويمكن أن نوجز أهداف تدريس القراءة والكتابة في برامج محو الأمية فيما يلي:
أ. تهيئة العقل للقراءة وإدراك الكلمات, والفهم الواضح لمعانيها, وتطبيقها في سرعة ودقة.
ب. توسيع تجارب وخبرات الدارسين وإثرائها بما يناسب تطور المجتمع.
ج. تنمية دوافع القراءة, وتنمية قدرات الدارسين على استثمار أوقات الفراغ فيما يفيد.
2. الحساب:
يستهدف برنامج الحساب في فصول محو الأمية إمداد الدارسين بالمعلومات والحقائق الحسابية اللازمة في المواقف الحياتية, وإدراك الأعداد, وإجراء العمليات الحسابية المعقدة في تتبع حالة السوق, والتعرف على وحدات القياس باختلاف أنواعها, واستخدام الرسوم البيانية. وينبغي أن يسهم تدريس الحساب للمتدربين في تكوين بعض الاتجاهات الرياضية السليمة؛ كالدقة والتنظيم, وتنمية التفكير الناقد, وتنمية القدرة على التركيز, وتعميم الخبرة, والتفكير التحليلي.
ويمكن صياغة أهم أهداف تدريس الحساب للأميين فيما يلي:
- إكساب الدارسين مهارة إجراء العمليات الحسابية الأساسية.
- تكوين البصيرة الرياضية السليمة.
- تكوين الميول الرياضية وتوجيهها وتنميتها.
- تنمية القدرة على تذوق الرياضيات وتقديرها.
3. الثقافة الدينية والثقافة العامة المهنية:
يستهدف برنامج الثقافة الدينية تحقيق رغبة الدارس في معرفة بعض الأحكام الدينية, وتثبيت عقيدته والقدرة على تلاوة القرآن الكريم, وبعض الأحاديث النبوية, والاطلاع على بعض القصص الدينية, وذلك حسب الموضوعات التي ترتبط بحياة الدارسين.
ويستهدف برنامج الثقافة العامة والمهنية رفع مستوى الدارسين, وإكسابهم بعض المهارات في مهنة تناسب البيئة, وتوسيع إدراكات الدارس الاجتماعية والصحية, وإكسابهم قيم إتقان العمل, واحترام المواعيد, وعدم الإسراف .... إلى غير ذلك.
تقويم محتوى برامج محو الأمية: يقصد بتقويم محتوى برامج محو الأمية تحديد مدى مناسبة محتوى مقررات محو الأمية لمطالب الدارسين وحاجاتهم, وبيان إيجابياتها وسلبياتها, واقتراح الحلول اللازمة.
2. الفلسفة الأساسية للكتب:
يقوم محتوى برامج محو الأمية على التأكيد على المشاركة الإيجابية في العمل وزيادة الإنتاج عن طريق التشجيع على القيام بالعديد من المشروعات ذات العائد الاقتصادي والاجتماعي. والتأكيد على قيم العودة للوطن والاستثمار في الوطن. وتسعى كتب محو الأمية إلى تثبيت المهارات والخبرات التي يكتسبها الكبار, وتشجيعهم على القراءة والكتابة, والدخول بهم في مواقف حياتية تتطلب مهارات لغوية وحسابية متدرجة.
3. مراحل تعلم القراءة:
الكتب تعتمد على الطريقة التركيبية في تعليم القراءة حيث يتم عرض النصوص القرائية قبل تعليم الحروف الأبجدية, ولكن دون أن يوضح المؤلف الفترة الزمنية التي تنقضي حتى يصل إلى تعليم الحروف أو المهارات القرائية المراد تكوينها.
4. الموضوعات:
تضم الدروس في كتب محو الأمية موضوعات منها:
الاقتصاد والاستثمار- تنظيم الأسرة- الصحة والوقاية من الأمراض- البيئة والطاقة- جودة الإنتاج- السياحة - الرضاعة الطبيعية- نحو عصر جديد.
وكما هو واضح أنه ليس هناك محور واحد يربط بين هذه الموضوعات, ولكن يمكن القول إن هذه الموضوعات تدور حول مجالات أساسية, هي: الاقتصاد- الصحة- العلوم والتكنولوجيا.
5. طريقة تعلم القراءة:
أ. مهارات التعرف:
إدخال حرف الألف ثمَّ الباء في المواضع المختلفة, مع الاهتمام بالقواعد النحوية والإملائية, مثل اللام الشمسية والقمرية, ومواضع كتابة الهمزة, والاعتماد على الجمل والكلمات لتعلم الحروف. وتسير الكتب في بنط مع الاعتماد على الصور والرسوم لتقريب الأفكار. وتقدم الحركات مع حروف المد, ويتم تعليمها منذ البداية, ويحتوي كتاب محو الأمية على كافة جوانب الكتابة العربية, مثل: السكون, والشدة, والتنوين, والهمزات, والتاء المربوطة, والمدة وغير ذلك.
ب. مهارات الفهم:
تهتم كتب محو الأمية بمهارات الفهم المتعددة, وهي: فهم معاني الكلمات- فهم بعض الجمل- فهم تتابع الأفكار في أسطر- الاستنتاج – التلخيص.
ت.التدريبات:
تتضمن التدريبات في كتب محو الأمية مهارات التعرف على الكلمات, وتجريد الحروف, وترتيب الحروف, وضرورة تلوين الحروف عند التجريد ثمَّ التركيب. كما تتضمن التدريبات الحركات المعروفة في تعلم اللغة العربية.